وخرج الاجتماع بتوصيات سترفع إلى المنتدى العربي للتنمية المستدامة الذي ستستضيفه الإسكوا بين 24 و26 نيسان/أبريل 2018، تمهيدًا لرفعها إلى المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة في تموز/يوليو 2018 في نيويورك. وقد نظّمت الإسكوا هذا الاجتماع التحضيري بالتعاون مع جامعة الدول العربية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وفي كلمته، قال المنسق الإقليمي لكفاءة الموارد في برنامج ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﻓﺮﻳﺪ ﺑﻮﺷﻬﺮﻱ إنّ الأرض تفقد سنويًا مساحة من الأراضي الخصبة تساوي ما مقداره مساحة إيرلندا. وهذه المشكلة على قدر كبير من الخطورة بخاصة في المنطقة العربية التي تعتبر من أكثر مناطق العالم جفافًا والتي تزيد نسبة التصحر فيها عن 70-80% من أراضيها التي ترزح معظم بلدانها تحت خط الفقر المائي. وحذّر بوشهري من مشكلة المواد والنفايات الصناعية والخطرة التي أصبحت مشكلة ملحّة في العالم العربي نظرًا للتنمية الصناعية والزراعية المتسارعة والتوسع الحضري المتزايد وانتشار أنماط استهلاك جديدة غير مؤازرة للبيئة.
وتحدّث رئيس قسم سياسات الغذاء والبيئة في الإسكوا محمد الحمدي عن أهمية تعزيز قطاع البيئة بالأدوات التي تمكنه من تفعيل دوره كشريك حقيقي لقطاعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقال: "لقد أثبتت تجارب الدول أنّه في ظلّ ضعف الأطر القانونية والمؤسسية سيظل الدور الإشرافي والتنسيقي لقطاع البيئة العربي غير فعّال". وأضاف أنّ القيمة المضافة لهذا الاجتماع تتمثل في بحث ومناقشة تكامل السياسات العربية المطلوبة لتحقيق تقدم في المواضيع المطروحة للنقاش.
وأشارت رئيسة الموارد الطبيعية والاستدامة والشراكات في جامعة الدول العربية شهيرة وهبي إلى الترابط بين أهداف التنمية المستدامة وخصوصًا الأهداف السادس والسابع والحادي عشر والثاني عشر المدرجة على جدول أعمال المنتدى السياسي الرفيع المستوى لهذا العام. وقالت إنّ "كلّ هذه الأهداف متعلقة بالبيئة والموارد الطبيعية التي لها أهمية خاصة للمنطقة العربية وذلك بسبب التحديات البيئية الملحة التي تواجهها، والمتمثلة في: ندرة المياه والتصحر وتدهور الأراضي وانخفاض كفاءة استخدام الموارد الطبيعية". وأضافت أنّ هذه التحديات تتفاقم بسبب ارتفاع معدلات النمو السكاني والاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار الذي تواجهه بعض دول المنطقة، وما لذلك من تداعيات اجتماعية واقتصادية على المنطقة العربية ككلّ وأنّ هذا الوضع أدى الى تنامي أعداد النازحين واللاجئين وبالتالي زيادة الضغط على الموارد الطبيعية في عدد من دول المنطقة.
وشددت وهبي على دور الخبراء في الإرشاد للسبل التي تمكّن المجتمعات العربية من أن تصبح أكثر مرونة للتصدي للمخاطر الناشئة عن التلوث واستنزاف الموارد الطبيعية وتدهور النظم الإيكولوجية بحيث يتحقق النمو الاقتصادي المرجو ويكون مصحوبًا بتنمية اجتماعية لكل فئات المجتمع في ظل بيئة صحية منتجة تتوّجها أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة تؤدي الى كفاءة استخدام الموارد في الوقت الحالي مع المحافظة على مقدرات اجيال المستقبل.
وتناول الاجتماع الطريق نحو تحقيق الهدف الحادي عشر حول المدن المستدامة والتلوث والنمو الحضري غير المسبوق. وعرض للاستهلاك والإنتاج المستدامين حيث درس ما تم حققته المنطقة العربية والتحديات التي تواجهها من خلال استعراض قصص النجاح فيها والجهود العربية لتحقيق هذا الهدف. كما ناقش الحاضرون كيفية مكافحة التصحر وتعزيز التنوع البيولوجي.
وشارك في الاجتماع عدد من ممثلي الدول الحكوميين وأصحاب الخبرات العالية وممثلون عن منظمات إقليمية ودولية وعن وكالات الأمم المتحدة ومراكز بحوث علمية وأصحاب الشأن من أكاديميين ومنظمات غير حكومية ومؤسسات مالية معنية بالبيئة والموارد الطبيعية.
والاجتماع التحضيري من أجل البيئة والموارد الطبيعية هو واحد من ثلاثة اجتماعات، تناول الأول منها قضايا الطاقة وعقد في بيروت في 27 و28 آذار/مارس والثاني موضوع المياه وعقد أيضاً في بيروت بين 28 و29 آذار/مارس.
* *** *
لمزيد من المعلومات:
نبيل أبو ضرغم، المسؤول عن وحدة الاتصال والإعلام: 96170993144+ dargham@un.org
السيدة رانيا حرب: +96170008879 harb1@un.org
السيدة ميرنا محفوظ: +96170872372 mahfouz@un.org
السيد حيدر فحص: +96170079021 haydar.fahs@un.org