أطلقت "الإسكوا" اليوم قاعدة البيانات العربية حول النوع الجنساني (النوع الاجتماعي) والمنتدى الافتراضي تبادل المعرفة في المكتبة الافتراضية حول إحصاءات النوع الجنساني ، ضمن الاجتماع الثاني لفريق العمل المشترك بين الوكالات والخبراء حول إحصاءات النوع الجنساني في المنطقة العربية.
وجرى الإطلاق في حفل الافتتاح الذي ضمّ أكثر من 40 مسؤولاً وخبيراً إحصائياً من المنطقة ومن منظمات إقليمية مثل جامعة الدول العربية ووكالات الأمم المتحدة مثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف). كما حضر الافتتاح الدكتور حسين عبد الرزاق الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، والسيدة سوليخا باتيل، خبيرة الشؤون الديموغرافية في البنك الدولي.
وفي الافتتاح شدّدت السيدة ندى جعفر، المسؤولة الإحصائية في شعبة الإحصاءات في "الإسكوا" على أهميّة "إحصاءات النوع الجنساني في عمل المؤسسات الوطنية والإقليمية والعالمية"، إذ أنّها تؤدي لا محالة إلى تحسين الاحصاءات الرسمية للأنظمة الإحصائية الوطنية بمجملها. وأضافت جعفر إنّ "إيجاد الفوارق الاجتماعية بين أفراد المجتمع ما هو إلاّ الخطوة الأولى للوقوف على مصدر التباين القائم في المجتمع" وصولاً "إلى صياغة برامج وسياسات ناجحة تستهدف كل مجتمع بعينه، آخذة بعين الاعتبار الخصوصيات التي تميّز مجتمع عن الآخر". وقالت إنّ "الإسكوا" تعمل على تطوير إحصاءات النوع الجنساني في المنطقة عبر بناء القدرات المؤسسية وإعداد التقارير الوطنية عن الموضوع.
وقالت جعفر "أما المرحلة الثانية في تطوير إحصاءات النوع الجنساني في الدول العربية فقد بدأت منذ الاجتماع الأول لفريق العمل المشترك بين الوكالات والخبراء والمنعقد في القاهرة عام 2007، والذي تبلور فيه مقترح لأداة قياس هي الإطار العربي للأهداف والقضايا والمؤشرات".وتعتبر هذه الأداة أول خطوة تخطوها البلدان العربية نحو تحقيق المثل التي ينشدها إعلان الألفية، من تنفيذ اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وتطبيق منهاج عمل بيجين. إنّ الاجتماع الثاني لفريق العمل المشترك بين الوكالات والخبراء حول إحصاءات النوع الجنساني في المنطقة العربية يعمل على الخروج بمنهجية موحّدة في قياس مؤشرات الإطار العربي لإنتاج بيانات موثوقة وقابلة للقياس والمقارنة في المنطقة.
ثم تحدّث الدكتور الجزائري فقال إنّ "منظمة الصحة العالمية تلتزم بتوفير الصحة للجميع"، مردفاً أنّ كلمة "الجميع" لا تحمل معنى ثابتاً على الدوام. إذ هناك تباين بين النساء والرجال يمسّ نمط المرض والقدرة على الاستفادة من الرعاية الصحية وغيرها. وأضاف قائلاً إنّ مؤشرات المقارنة بين الجنسين والبيانات الصحية المصنّفة حسب الجنس والعمر تعتبر مصادر معلومات هامة لبلدان الأقاليم، وتساعد على استكشاف الاحتياجات الصحية للرجال والنساء والفتيان والفتيات في مختلف المواقع الديموغرافية. وقد أقرّت جمعية الصحة العالمية في دورتها الستين في أيار/مايو 2007 إستراتيجية لدمج التحليل والأعمال المعنية بالمسائل الجنسانية في منظمة الصحة العالمية، وذلك اعترافاً منها بدور الاختلافات القائمة بين الجنسين في مجال الصحة، وتماشياً مع اهتمامها الطويل الأمد بتحقيق العدالة الصحية.
أما باتيل، فقالت إنّ البنك الدولي يعدّ المساواة بين الجنسين ضمن العوامل الرئيسية في عمله لتخفيف حدة الفقر. وقد اعتمد إستراتيجية تخدم هذا الإطار منذ عام 2001. وأردفت باتيل أنّ مستويات التعليم والتربية في أوساط النساء والفتيات قد ارتفعت في معظم الدول الفقيرة، فقد تسجّلت أكثر من 37 مليون فتاة في المدرسة الابتدائية في البلدان ذات الدخل المنخفض منذ 1995، مما يرفع نسبة تسجيل الفتيات إلى 88 في المائة، مقارنة بالفتيان بحلول عام 2005. ولكن يجب تكثيف الجهود من أجل تحسين مشاركة المرأة الاقتصادية لأنّ هذا الأمر يعود بالنفع على الاقتصاد الكلي، فيما تعدّ عدم مشاركة المرأة في الاقتصاد خسارة كبيرة لأي بلد كان.
يذكر أنّ الاجتماع، الذي يمتدّ حتى الأربعاء 14 تشرين الأول/أكتوبر، سوف يدرس طرق قياس المؤشرات في إطار الأهداف والقضايا والمؤشرات العربية. كما يشهد الاجتماع معرضاً لكافة وكالات الأمم المتحدة المشاركة.
وتفتتح الإسكوا الاجتماع الأول لفريق العمل المعني بإحصاءات النوع الجنساني في تمام الساعة -,9 صباحاً يوم الخميس 15 تشرين الأول/أكتوبر في بيت الأمم المتحدة، وذلك لتقييم وضع إحصاءات النوع الجنساني في المنطقة العربية وتطوير خطة لعمل الفريق.