أخبار

2 تشرين الأول/أكتوبر 2007

إدارة المياه أثناء الأزمات

تكبر الحاجة للماء في الأيام العادية، باعتباره مورداًُ يومياً أساسياً. وتتحول هذه الحاجة إلى ضرورة ملحّة فور وقوع الأزمات. لذا، وإدراكاً منها لضرورة الاستفادة القصوى من الموارد المتوفرة وترشيد إدارتها، نظّمت وحدة النزاعات والقضايا الطارئة في "اسكوا" ورشة عمل تحت عنوان "إدارة الموارد المائية في وقت الأزمات: مثل جنوب لبنان"، بين السابع والتاسع من أيلول/سبتمبر في مدينة زحلة. وحضر الاجتماع موظفون حكوميون ومدنيون من بلديتي النبطية وجنوب لبنان،  فضلاً عن ممثلي المنظمات غير الحكومية.
 
ظهرت الحاجة الكبيرة للماء في وقت الأزمات إباّن حرب تموز/يوليو 2006، التي خلّفت أضراراً جسيمة على جنوب لبنان. وفضحت الحرب عيوب القطاعات التنموية والنقص في إدارة التقديمات الحكومية، ولا سيما تلك التي توفرها البلديات. فقد تلخّص التحدي الرئيسي لبلديات الجنوب بتأمين المياه في الفترة التي سبقت الحرب والتي تلتها، مما أثّر على عودة النازحين إلى ديارهم. وفيما اشتدت وطأة الظروف وتعاظمت الضغوطات، شكّلت أنظمة توزيع المياه عقبة إضافية أمام عمل الموظفين الذين يفتقرون للخبرة في إدارة الأزمات. وتقديراً منها لضرورة تدعيم قدرات البلديات لتوفير الخدمات الأساسية والحدّ من الآثار الناجمة عن الكوارث، عقدت وحدة النزاعات والقضايا الطارئة في "اسكوا" ورشة العمل حول الماء. وتتكمل هذه الورشة ورشة سابقة حول "إدارة التنمية في وقت الأزمات والتحضر والإستجابة للحالات الطارئة"، من أجل نشر التنمية المستدامة والحكم السليم. 
 
محاور ورشة العمل
وقد ركّزت الورشة التي قدّمها ثلاثة مدرّبين على المواضيع التالية:
*  الإحاطة بماهية الأزمة ومصدر الخطر ونقاط الضعف والقدرات المحلية؛
*  تحليل سيناريوهات لأزمات محتمل وقوعها ووعي النتائج التي ترتّبها على تأمين المياه في المحافظتين الجنوبيتين؛
*  المقاربات والتقنيات الفعّالة لتأمين المياه في ظل الأزمات؛
*  المعايير الدولية للتدخل إبان الأزمات ولا سيما في قطاع المياه؛
*  المهارات اللازمة للموظفين العاملين في ظل الأزمات، ولا سيما مهارات التواصل ولجم الغضب والسيطرة على الضغط، علاوة على أساليب القيادة وإدارة فرق العمل.
 
مساهمات المشاركين واستنتاجاتهم
وقد حثّ المدربون المشاركين في الورشة على المساهمة في النشاطات كافة، معتمدين مقاربات مختلفة تشجع الجميع على التفاعل معهم. وقد سُلط الضوء على تأمين المياه في جنوب لبنان في زمن السلم كما في زمن الحرب. واستنتج المشاركون أن المياه غير كافية في الجنوب حتى في ظل الظروف العادية بسبب النقص في التخطيط الاستراتيجي. علاوة على ذلك، يعتمد تأمين المياه على توفير الطاقة الكهربائية التي تضخها في الشبكة الداخلية. بيد أنّ المجتمعين اتفقوا أنّه رغم العوائق الكثيرة، ما زال التغيير ممكناً في حال اعتماد التقنيات اللازمة.
 
التوصيات والمتابعة
وخلص المجتمعون إلى جملة من المقترحات تتضمن إنشاء خلايا لإدراة الأزمات، وتأسيس شبكات معلومات للموارد البديلة، وتعزيز السلامة الفردية ودرجة الاستعداد لمواجهة الأزمات، فضلاً عن نشر التوعية بشؤون النظافة الشخصية وترشيد استهلاك المياه. وتعدّ ورشة العمل التي حصدت أصداءً إيجابية من المشاركين فيها، جزءاً من مجموعة لقاءات على المستويين المحلي والإقليمي. وإلى جانب متابعتها تطبيق التوصيات الصادرة عن ورشة العمل الأولى، ستعقد وحدة النزاعات والقضايا الطارئة مشاريع مماثلة في أرجاء لبنان كما في فلسطين واليمن والعراق. وستتبادل هذه المناطق الخبرات فيمل بينها، لكي تساهم في تحسين الأداء في السنوات اللاحقة. 

الصورة من موقع flickr

arrow-up icon
تقييم