بيانات صحفية

21 كانون الثاني/يناير 2014

بيروت

الإسكوا عشية مؤتمر جنيف 2 حول سوريا: الفرصة لم تفت بعد

أمام اللحظة التاريخية الهامة التي تجتازها سوريا، وانفتاح نافذة أمل لأفق حل سياسي قد يكون فرصة للبدء بعملية بناء نموذج اجتماعي واقتصادي وسياسي وطني جامع، عقد "مشروع الأجندة الوطنية لمستقبل سوريا" الذي أطلقته الاسكوا في شهر آب/أغسطس 2012 اجتماعاً على مستوى منسقي القطاعات في 20-21 كانون الثاني/يناير الجاري. والهدف من الإجتماع كان مناقشة المراحل التي وصل إليها العمل في المشروع ووضع الخطة التنفيذية لكل مجموعة عمل. وناقش المجتمعون على مدى يومين، إمكانيات البناء والتنمية في الاقتصاد والمؤسسات والمجتمع والبنية التحتية فجددوا تأكيدهم على أن الفرصة لم تفت بعد وأن هناك إمكانية للبدء بعملية بناء سوريا جديدة قائمة على الحوكمة الرشيدة والمؤسسات الديمقراطية الضامنة لكرامة المواطن وحقوقه المستندة إلى أولويات المواطنين ومبادئ الأمم المتحدة ومواثيقها وذلك إذا ما نجحت المساعي السياسية الجارية حالياً للوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة عبر مصالحة وطنية تاريخية ويوقف أسوأ كارثة إنسانية مرت بها سوريا عبر التاريخ. فالبلد الذي زرع القمح قبل 12 ألف سنة يعجز ربع سكانه حالياً عن تأمين رغيف الخبز. وناقش المجتمعون المراحل التي وصل إليها الأداء الاقتصادي ومعدلات تدهور الأمن الانساني والفقر والبطالة وتدهور الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والمؤسسات وتدمير الأصول المنتجة وفرص التكيّف مع هذه الأوضاع والاستمرار بوضع السيناريوهات للتعامل مع جميع الاحتمالات وإبقاء فرصة العمل والبناء قائمة مهما كانت الظروف. وحسب الدراسات والتقديرات التي قامت بها مجموعات العمل فقد خسرت سوريا سبعاً وثلاثين عاماً من التنمية، وتراجع تصنيفها في جميع المؤشرات التنموية لتحتل المركز قبل الأخير عربياً. وكل يوم إضافي في هذه الأزمة يعني خسارة 109 مليون دولار أميركي من الناتج المحلي الإجمالي ويعني المزيد من التراجع وصعوبة إمكانية إعادة البناء. ومع تسرب نسبة 38 بالمائة من الطلاب من العملية التعليمية، ووصول البطالة إلى 42 بالمائة فلم يعد هناك مجال للتمييز بين إعادة بناء البنية التحتية وإعادة بناء المجتمع والمؤسسات. وتشير آخر التقديرات إلى أن استمرار هذه الأزمة يعني فيما يعني أن 6000 شخص سيموتون كل شهر. كما أن سوريا تخسر عشرة ملايين ليرة سورية في كل دقيقة. وأن 300 شخص يهجّرون من بيوتهم كل ساعة. وأن 9000 شخص يصبحون تحت خط الفقر الأدنى و2500 شخص يفقدون القدرة على تأمين قوتهم كل يوم. وأن 10000 شخص يخسرون عملهم كل أسبوع. ومع كل سنة تستمر فيها الأزمة تتراجع سوريا ثماني سنوات إلى الخلف في جميع المؤشرات الاقتصادية والتنموية. وتشير هذه الأرقام إلى الثمن الذي يدفعه السوريون وسيحملونه لأبنائهم وأحفادهم فيما تضع هذه الأرقام جميع السوريين أمام مسؤوليتهم التاريخية وأمام اللحظة المصيرية لإنقاذ بلادهم. ففي هذا الجو من المسؤولية التاريخية، ناقشت اللجان الفرعية لقطاعات عمل مشروع الاجندة الوطنية التفاصيل التنفيذية لعمل هذه اللجان ونقاط الالتقاء بين هذه القطاعات، والمفاهيم العامة للسيناريوهات المطروحة. وقدمت اقتراحات لرؤى وسياسات العمل في مجالات المصالحة المجتمعية والاقتصاد الكلي والتنمية الحضرية والبنية التحتية والطاقة والقطاعات الإنتاجية والمياه والخدمات الاجتماعية والسكان والنوع الاجتماعي وسيادة القانون والمجتمع المدني والبناء المؤسساتي والمعلوماتية بالإضافة إلى قطاعات الثقافة والشباب. و"الأجندة الوطنية لمستقبل سوريا" مشروع يعمل به خبراء من مختلف الانتماءات والتوجهات في سوريا وتساهم فيه مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة. ويسعى المشروع لإنتاج أجندة وطنية شاملة حول بدائل السياسات الضرورية لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية وتحديات الحوكمة أثناء المرحلة الانتقالية لسوريا في فترة ما بعد الأزمة وتطوير شبكات وشراكات بين مختلف الأطراف السورية من جهة وبين الشركاء الدوليين الإقليميين لتسهيل العملية الانتقالية بعد انتهاء الأزمة في سوريا. تجدر الإشارة إلى أن الإسكوا هي إحدى اللجان الإقليمية الخمسة التابعة للأمم المتحدة وهي توفر إطاراً لصياغة السياسات القطاعية للبلدان الأعضاء ومواءمتها ومنبراً للالتقاء والتنسيق وبيتاً للخبرات والمعرفة ومرصداً للمعلومات. وتهدف الإسكوا إلى دعم التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين بلدان المنطقة وتحفيز عملية التنمية فيها من أجل تحقيق التكامل الإقليمي. وقد انضمّت كلّ من الجمهورية التونسية وليبيا والمملكة المغربية إلى عضوية الإسكوا في شهر أيلول/سبتمبر 2012 ليصبح عدد أعضاء اللجنة 17 بالإضافة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، والجمهورية العربية السورية، وجمهورية السودان، وجمهورية العراق، وسلطنة عُمان، وفلسطين، ودولة قطر، ودولة الكويت، والجمهورية اللبنانية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، والجمهورية اليمنية. **** *ملاحظة: للإستفسار في ما يخص "الأجندة الوطنية لمستقبل سوريا" الرجاء التوجه إلى وحدة الاتصال والإعلام في الإسكوا على الرقم: 993144-70-961-00 أو من خلال عنوان البريد الإلكتروني: dargham@un.org
arrow-up icon
تقييم