أخبار

29 كانون الثاني/يناير 2008

التكنولوجيا في خدمة التنمية البشرية

29jan08-1.jpg

ما السبيل لاستحداث الوظائف وتحسين مستوى الدخل والتقليص من حدّة الفقر ومحو الأمية الالكترونية في البلدان الأعضاء بـ"الاسكوا" من خلال مشروع واحد؟
 
الفكرة بسيطة. فلنأخذ مثل قرية فقيرة في بلد عربي، لم تتعرّف على الأرجح بعد إلى الفوائد الوفيرة للتكنولوجيا، إنّما تتوفّر فيها موارد طبيعية غذائية وزراعية (كالبنّ أو الحليب). فلننشئ مركزاً متعدّد المهام للتكنولوجيا، ووحدة تصنيع زراعي وغذائي. في البيئة الملائمة، سوف نحصل على معادلة ناجحة لتطوير الموارد الطبيعية والمحلية وفتح نافذة إلى مجتمع المعرفة من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
 
هذه المقاربة المبتكرة في خلق التفاعلات على مستوى المجتمع المحلي بأسره، والتي تعرف باسم مشروع التجمعات الذكيّة، هي مبادرة أطلقتها "الاسكوا" لسوريا واليمن. وهي تشكّل خطوة باتّجاه ضمّ المجتمعات الفقيرة والمهمّشة إلى أوساط تفوقها إنتاجاً ونشاطاً وتطوّراً. بالإضافة إلى كونه منتدى من أجل محو الأمية الالكترونية، ونشر تكنولوجيا المعلومات وتحسين التواصل، يساهم مشروع التجمعات الذكية في معالجة قضايا النوع الاجتماعي ونشر التقنيات الجديدة و تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، والأهمّ من ذلك أنّه يقدّم الدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسّطة الحجم.    
وقد صمّم المركز المتعدد المهام للتكنولوجيا كي يكون مركزاً للنشاطات المتعلّقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في القرية. وهو يعين في سدّ حاجات المجتمع المحلّي في مجال التعليم، ويعرّفه إلى التكنولوجيا الجديدة ووسائل الاتصال، ويوفّر له سبيلاً للوصول إلى المعلومات، كخطوة أولى قبل تعريفه إلى أدوات مجتمع المعلومات. وقد جهّز المركز بعدد من أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطبيقاتها وبرامجها، ممّا يتيح المجال أمام المجتمع المحلّي كي يتلقّى تدريباً على استخدام الكمبيوتر، فيستطيع بعد ذلك استخدام الخدمات الالكترونية الأخرى مثل التجارة الالكترونية.
أمّا بالنسبة لوحدات التصنيع الزراعي والغذائي، فهدفها تصنيع المنتجات الزراعية والغذائية وفق معايير صحية ونوعيّة حديثة، بالإضافة إلى توفير تدريب مهني ونشر المعلومات حول أفضل الممارسات في مجال الإنتاج والتصنيع الزراعي والغذائي الحديث. وتضمن وحدة التصنيع الزراعي والغذائي بالتالي إدخال تقنيات الإنتاج الصحية إلى القرى، وتشجّع المبادرات الفردية من أجل تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وتدخل تقنيات جديدة للتصنيع والتسويق. وتساهم المراكز المتعددة المهام للتكنولوجيا في عمليّة التسويق إلكترونيّاً.   
والقرى التي استفادت من المشروع إلى الآن هي:  تعز وحضران في وادي بني مطر بالقرب من صنعاء (اليمن)، والقصيبة في محافظة القنيطرة (سوريا).
ويتلقّى مشروع التجمعات الذكية تمويلاً جزئياً من حساب التنمية التابع للأمم المتحدة، فيما تقوم "الاسكوا" بتنفيذه على الأرض. ومن شركاء المشروع: فردوس (سوريا) وجمعية التكافل ومؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية - البرنامج الوطني لبناء القدرات (اليمن).  
arrow-up icon
تقييم