الدورة الوزارية الـ24 لـ"اسكوا": مشاركة فعالة للدول الأعضاء في ظروف غيرعادية
بيروت، 12 أيار/مايو 2006 (الدائرة الإعلامية في اسكوا)-- أختتمت بعد ظهر أمس الخميس أعمال الدورة الوزارية الـ24 لـ"اسكوا" التي عقدت من 8إلى 11 أيار/مايو 2006 في بيت الامم المتحدة، بيروت، برعاية وحضور رئيس مجلس النواب اللبناني السيد نبيه بري، وذلك بتبني جملة قرارات لافتة سوف ترفع الى المجلس الاقتصادية والاجتماعي التابع للأمم المتحدة بهدف البت بها.
وقد شارك في الدورة، التي افتتحها الرئيس بري بكلمة استحوذت على انتباه الحشد الاعلامي الذي كان يواكب الحدث، وفود وزارية رفيعة وشخصيات سياسية واقتصادية بالاضافة إلى السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي المعتمد في لبنان. كما شارك فيها ممثلون عن البلدان الأعضاء في "اسكوا" وعن بلدان غير أعضاء بصفة مراقب وممثلون عن منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الحكومية وغير الحكومية الإقليمية والدولية والهيئات المانحة.
وكانت الجلسة الافتتاحية قد شهدت أيضاً كلمة لكل من السيد خالد بن محمد القصيبي، وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، الذي القاها باسم بلده الذي يترأس الدورة؛ والأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي أنان الذي وجه رسالة الى الدورة تلتها بالنيابة عنه السيدة مرفت تلاوي، الامين التنفيذي لـ"اسكوا"، قبل ان تلقي كلمتها؛ والسيد عبد الرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وكانت أعمال الدورة قد انطلقت يوم الاثنين الماضي في اجتماع لكبار المسؤولين نوقش فيه تقرير الأمين التنفيذي حول أداء برنامج العمل لفترة السنتين 2004-2005 ومتابعة تنفيذ القرارات التي اعتمدتها اللجنة في دورتها الـ 23 التي عقدت في دمشق في شهر أيار/مايو من العام الماضي. كما نظر اجتماع كبار المسؤولين في ترشيد عمل اللجنة بما في ذلك النظر في البرنامج الإحصائي والآلية الحكومية
لـ"اسكوا" والتعديلات المقترحة على برنامج العمل لفترة السنتين 2006-2007 ومشروع الإطار الاستراتيجي لفترة السنتين 2008-2009. وقد ناقش هذا الاجتماع أيضاً برنامج التعاون الفني والخدمات الاستشارية الإقليمية بالإضافة إلى تقرير لجنة النقل الصادر عن دورتها السابعة وتعبئة الموارد والمصادر المالية لـ"اسكوا" والتقدم الذي أحرزته الجمهورية اليمنية في تنفيذ برنامج عمل العقد 2001-2010 لصالح أقل البلدان نمواً.
وفي ضوء ما اقترحته الأمانة التنفيذية لـ"اسكوا" في ما يخص تعزيز الشراكة وتعبئة الموارد واعداد خطة تمويل متعددة السنوات، أعلن رئيس وفد سلطنة عمان التبرع بمبلغ 100 ألف دولار اميركي لصالح الصندوق الاستئماني في "اسكوا". كما أعلن رئيس وفد دولة قطر التبرع بمبلغ 50 ألف دولار أميركي للصندوق وذلك دعماًً لبعض المشاريع التي تقوم بها "اسكوا" في المنطقة.
توصيات في عهدة أصحاب القرار
وقد أقر المشاركون في الدورة 13 توصية لافتة دعوا فيها البلدان الاعضاء الى توفير احصاءات وطنية حديثة ودقيقة عن بطالة الشباب وجميع البيانات الدورية حول كافة المواضيع المتعلقة بالشباب. وذلك بهدف انشاء قاعدة للبيانات الوطنية عن موضع التشغيل والبطالة وإنعكاساتها على الشباب. وقد طلب المشاركون الى الأمانة التنفيذية لـ"اسكوا" وضع آلية بالتعاون والتنسيق مع المنظمات العربية والدولية المعنية لانشاء نظام يوفر المعلومات عن اسواق العمل العربية بهدف التنسيق بين العرض والطلب وايجاد فرص عمل مناسبة للشباب. كما حثوا البلدان الأعضاء على تشجيع تبادل الأيدي العاملة وخاصة فئة الشباب ولا سيما أصحاب الكفاءات بين دول المنطقة بما يساهم في تدوير الموارد المالية داخل المنطقة وتنمية المنطقة ككل.
ودعا المشاركون أيضاً البلدان الأعضاء الى تحسين إطاراتها المؤسسية الاحصائية الوطنية وفقا للمبادئ الاساسية للإحصاءات الرسمية للجنة الأمم المتحدة الاحصائية. وحث البلدان الاعضاء على تعزيز قدراتها الاحصائية لانتاج ونشر مؤشرات موثوقة وفي الوقت المناسب للتقدم المحرز في تحقيق الأهداف الانمائية الوطنية والدولية بما في ذلك الأهداف الانمائية للألفية. وطالبوا الأمانة التنفيذية لـ"اسكوا" لعقد دورات تدريبية لدعم البلدان الأعضاء في تطوير القدرات الوطنية في مجال الاحصاء.
وعلى صعيد التنمية الاجتماعية، دعا المشاركون "اسكوا" الى تنظيم منتدى عربي للسياسات الاجتماعية بهدف تعزيز الاهتمام بالسياسات الاجتماعية المتكاملة والفعالة. وادراكا منهم بأن المرأة هي أكثر عرضة للتأثر سلبا بالحروب والنزاعات، أكد المشاركون على ضرورة إيلاء الاحتياجات الاستثنائية للمرأة في ظل عدم الاستقرار ما تستحقه من اهتمام في خططها وبرامجها. ودعوا الامانة التنفيذية لـ"اسكوا" الى دراسة اوضاع المرأة في البلدان الأعضاء التي تعاني من الاحتلال والحروب والنزاعات وبناء قدراتها في مجال حل الصراعات واحلال السلام. وحث البلدان الاعضاء على زيادة تمثيل المرأة ومشاركتها وتمكينها في جميع مستويات صنع القرار وفي عمليات حل الصراعات واحلال السلام.
وفي ما يتعلق بتنفيذ مكونات نظام النقل المتكامل في المشرق العربي، طالب المشاركون في الدورة الدول الأعضاء باتخاذ الخطوات العملية لاستكمال تنفيذ خطة عمل اتفاق الطرق الدولية في المشرق العربي في الوقت المحدد لها وبالبدء في تنفيذ خطة العمل المعتمدة لاتفاق السكك الحديدية الدولية في المشرق العربي. كما حثوا الدول الأعضاء التي لم تقم بعد بالتوقيع النهائي او ايداع وثيقة التصديق او الموافقة او الانضمام لمذكرة التفاهم بشأن التعاون في مجال النقل البحري في المشرق العربي على أن تقوم بذلك في أقرب فرصة ممكنة لكي تدخل المذكرة حيز التنفيذ.
وفي ختام أعمال الدورة قرر المشاركون، عقد الدورة الوزارية الـ25 في بيروت في العام 2008.
معاً من أجل الشباب العربي
وعلى هامش الدورة، اقيمت ثلاثة نشاطات هي: احتفال فني لنجوم "ستار اكاديمي 2006" ومعرض لوحات فنية لمواهب لبنانية صاعدة من الجامعة اللبنانية- الاميركية ومعرض منشورات لـ"اسكوا".
وكانت الغاية من الاحتفال الفني، الذي اقيم في قاعة قصر الاونسكو يوم الثلاثاء 9 أيار/مايو 2006، توجيه رسائل حول وضع الشباب العربي والتحديات التي تواجهه.
أما معرض اللوحات الذي دشنه الرئيس نبيه بري مباشرة بعد الجلسة الافتتاحية للدورة الوزارية، فهدف إلى إبراز مواهب لبنانية صاعدة في مجال الرسم وذلك بهدف التأكيد على دور الثقافة في صناعة مستقبل الشباب العربي. من جهة أخرى، شكل معرض المطبوعات الذي اقيم للمناسبة فرصة للاطلاع على المواد الاعلامية الصادرة عن "اسكوا" خلال عامي 2005-2006. وضم المعرض أيضا ملصقات وكتيبات حول "اسكوا" ونشاطاتها ومشاريعها المتعددة. وقد برز المعرض أهم المشاريع الميدانية التي تقوم بها "اسكوا" والمشاريع المستقبلية التي تنوي تنفيذها في لبنان والمنطقة.
وعلى هامش الدورة الوزارية، تم توقيع مذكرة تفاهم بين الامانة التنفيذية لـ"اسكوا"، ممثلة بالأمين التنفيذي السيدة مرفت تلاوي، ومنظمة المرأة العربية، ممثلة بمديرها العام السيدة ودودة بدران، تهدف الى تبادل المعلومات والخبرات وتنظيم الدورات التدريبية وذلك للارتقاء بالمرأة العربية.
تجدر الإشارة إلى أن "إسكوا" هي الذراع الإقليمي للأمم المتحدة في المنطقة العربية. وتضم كلا من الأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرين وسوريا والعراق وعُمان وفلسطين وقطر والكويت ولبنان ومصر والسعودية واليمن.
وتهدف "اسكوا" إلى دعم التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين بلدان المنطقة وتحفيز عملية التنمية فيها من أجل تحقيق التكامل الإقليمي كعنصر أساسي في مواجهة تحديات العولمة. كما تسعى "اسكوا" إلى تحقيق التفاعل بين منطقة غربي آسيا وباقي مناطق العالم وإلى إطلاع العالم الخارجي على ظروف بلدان هذه المنطقة واحتياجاتها. وتعمل "إسكوا" على تعزيز التكامل الإقليمي والنظر إلى قضايا بلدان المنطقة ومشاكلها من منطلق إقليمي.