الموارد

تتأثّر الدول العربية بشكل خاصّ بالإجهاد المائي. فهي تستخدم حوالى 85 في المائة من إجمالي موارد المياه العذبة المتاحة، مقارنة بالمتوسّط العالمي البالغ 21 في المائة. ويواجه لبنان تحدّي إدارة المياه. فقد أصبحت البيئة اللبنانية عرضةً لآثار تغيّر المناخ على نحو متزايد، ولا سيما ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والفيضانات. وفي هذا السياق، أُجري تقييم متكامل في حوض النهر الكبير شمل قابلية التأثّر، والتخطيط المؤسسي، والتوقعات المناخية الإقليمية، ومحاكاة المحاصيل، والمشاورات التشاركية القائمة على نهج علميّة، بهدف تعزيز إدارة مستجمعات المياه المقاومة لتغيّر المناخ وتحسين قدرتها على التكّيف معه.

أُجريت هذه الدراسة في إطار اتّفاقية المساهمة المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والإسكوا، التي تهدف إلى "زيادة قدرة مستجمعات المياه على التكيف مع تغير المناخ، في إطار تنفيذ خطة عام 2030 لرفع كفاءة وإنتاجية واستدامة المياه في بلدان الشرق الأدنى وشمال أفريقيا – أحد مكونات حزمة العمل على تحقيق الهدف 6-4 من أهداف التنمية المستدامة"، وذلك لدعم تنفيذ مشروع منظمة الأغذية والزراعة بعنوان "تنفيذ خطة عام 2030 لتحسين كفاءة وإنتاجية واستدامة المياه في دول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا". وقد قادت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة هذا المشروع بتمويل من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا) من كانون الأول/ديسمبر 2016 إلى كانون الأول/ديسمبر 2022. أُعدّ هذا التقرير الفني في إطار شراكة تعاونية بين الإسكوا والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)، بالتشاور مع وزارة الطاقة والمياه في لبنان.