خطابات

20 آذار/مارس 2022

الدورة الرابعة عشرة للمجلس الوزاري العربي للكهرباء

معالي الدكتور محمد شاكر المَرْقَبي، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في جمهورية مصر العربية، ورئيس الدورة الرابعة عشرة للمجلس الوزاري العربي للكهرباء،

أصحابَ المعالي والسعادة،

ممثلي الدول الأعضاءِ والمنظماتِ الإقليميةِ والدولية،

الحضورُ الكريم،

 

يُشرّفُني أن أشاركَ في هذا الاجتماعِ المنعقدْ في دولةِ قطر العزيزة، مع هذه النُخبةِ المتميزةِ من الحاضرين،

وأن نتداولَ بقضايا من شأنها التقدّم بمنطقتنا العربية على مسار التنميةِ المستدامة.

ومن أهمِّ القضايا التي تعلّقُ عليها الإسكوا أهميةً كبرى:

السوقُ العربيةُ المشتركةُ للكهرباء والربطِ الكهربائي.

فالإسكوا تشجّعُ، بل تدعمُ، إنشاءَ هذه السوق وتفعيلَها.

وتثقُ بأنّ نتائج إنشائها وتفعيلِها لن تكونَ إلاّ إيجابيةً للدولِ العربيةِ بأجمعِها:

زيادةُ الإيرادات، من خلال إنتاجِ وبيعِ ونقلِ الكهرباء،

انتفاءُ الحاجةِ إلى الاستثماراتِ الباهظة،

 انخفاضُ تكاليف الصيانة،

والاستفادةُ من الطاقات الفائضة لدى بعض الدول.

ولعلّ النتيجةَ الأهمَّ لهذه السوق هي تعزيزُ الأمنِ الطاقوي العربي،

والنهوضُ بالتعاونِ الاقتصادي العربي،

وتجاوزُ الخلافاتِ بين الدولِ العربية،

بل حتّى توطيدُ العلاقات بينها.

 وكلّ ذلك يعني تحوّلَ المنطقةِ العربيةِ إلى الطاقةِ المتجددةِ والمستدامةِ ضمن إطارٍ تعاونيٍ كاملٍ ومتكامل.

 

ومن القضايا الأخرى البالغة الأهمية التي يتناولها هذا الاجتماع قضية الانتقال إلى الطاقة المتجدّدة.

فنحن نحيّي الدول العربية العاملة على تحقيق هذا الانتقال ،

وعلى تنويع المزيج الطاقي.

كما نلتزمُ بمواصلةِ دعمِ الدولِ العربية ليبقى التحوّل الطاقي جزءاً لا يتجزّأ من خططها التنموية،

ولتتمكّنَ من وضعِ السياساتِ والأدواتِ المبتكرةِ اللازمةِ لجذب الاستثمارات والتمويل، ودعم البحث والتطوير، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات، وتوطين صناعة التقنيات الملائمة، وتحديث البنى التحتية.

 

وفي هذا الصدد،

 الإسكوا تشجّع الدول على تعزيز سياساتها وتشريعاتها التحفيزية من أجل تعميم استخدام الطاقات المتجددة بالكامل،

ليس في القطاعات الاقتصادية فحسب،

بل في القطاعات المجتمعية وعلى مستوى الأفراد والأسر أيضاً.

 

ولذلك، نحن في الاسكوا نساعد الدول على تبادل الخبرات،

للاستفادة من قصص نجاح الدول التي انتقلت إلى الطاقة المستدامة،

والاسترشاد بتجاربها وخبراتها لوضع سياسات وتشريعات الطاقة في الدول التي تفتقر إليها.

 

كما أننا نعمل على تعزيز قدرات الدول الأعضاء في مجالات وضع سياسات الطاقة المستدامة، والتصدي لأوجه الهشاشة،

ولاسيما في تنويع مزيج الطاقة، وتحسين كفاءة استخدامها، وتطوير استخدامات الطاقة المتجددة، وتطوير التكنولوجيات للاستفادة من مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وإدماجها في المساهمات المحددة وطنياً.

وتعمل الإسكوا كذلك على تعميم تطبيق النهج المتكامل الجامع بين المشاريع الميدانية وبناء القدرات وتطوير السياسات،

لا سيما في ما يخص التكنولوجيات الصغيرة السعة للطاقة المتجددة، من أجل النهوض بالمجتمعات الريفية ودعم تمكين المرأة والشباب في الأرياف.

 

ويشرّفني أن الإسكوا تتيح محفلاً ومساحة للتنسيق بين جهود الحكومات، والقطاع الخاص، وبنوك التنمية، وأصحاب المصلحة المتعددين، للتقدّم على مسار التحوّل إلى الطاقة المستدامة.

 

كما أنّها تقوم بإعداد دراسات رائدة عن الطاقة المتجددة، وتحدياتها، ومخاطرها في منطقتنا. ونحن نعمل الآن على إعداد دراسة حول "مخاطر استثمارات الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة (DREI)".

 

في الختام،

نتطلّع إلى تعميق التعاون والتنسيق لإنجاز مشروع  السوقِ العربيةِ المشتركةِ للكهرباء والربطِ الكهربائي بين الدول العربية،

للمضي قدماً على مسار الطاقة المستدامة، والتنمية المستدامة.

فلنرتقِ بالتعاون والعمل العربي المشترك،

لنغيّرَ الحاضر ونصنع المستقبل.

وشكراً.

arrow-up icon
تقييم