خطابات

15 آذار/مارس 2022

المنتدى العربي للتنمية المستدامة

دولةَ الرئيس نبيه بري، رئيس مجلس النواب في الجمهورية اللبنانية، ممَثَّلاً بمعالي الدكتورة عناية عز الدين،

معالي السيد ناصر الشْرَيْدة، وزير التخطيط والتعاون الدولي في المملكة الأردنية الهاشمية ورئيس المنتدى،

معالي وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية اللبنانية، الدكتور عبدالله بو حبيب،

معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد أحمد أبو الغيط،

معالي السيدة أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة،

أصحاب المعالي والسعادة،

السيداتُ والسادة،

 

صباحُ الخير!

من بيروتَ الأمل، بدأَ لقاؤُنا بالأمل!

بأطفالٍ هم الحاضرْ، هم الغَدْ.

هم أمانتُنا، ومسؤوليتُنا.

حقُهم علينا أن نمهّدَ لهم طريقَ المستقبلِ الواعد.

ألاّ نحمّلَهم أعباءَ إخفاقاتِنا.

فإخفاقاتُنا اليوم هي أزماتُهم في المستقبل.

والمستقبلُ ليس ببعيدْ.

والعملُ كثيرْ.

العملُ بجِدّ، للتقدّم على المسار الوحيدِ نحو المستقبلِ المنشودْ:

مسارُ أهدافِ التنمية المستدامة.

أهدافٌ تحولُ دونَها عقباتٌ اقتصاديةٌ، وبيئيةٌ، واجتماعيةٌ،

وتحدياتٌ ما أكثرَها!

 

فقرٌ متزايدْ.  

ستةَ عشَرَ مليونَ فقيرٍ إضافيٍ إِثْر جائحةِ كوفيد-19! وتآكلٌ في ثروةِ النصفِ الأفقرِ من السكان.

بطالةٌ بين الشبابِ، هي الأعلى في العالم! عدمُ مساواةْ، وعنفٌ ضد المرأة. تفاوتٌ صارخٌ في الثروة.

أغنى 10 في المائة في المنطقة يحوزون أكثرَ من 80 في المائة من ثرواتِها!

احتباسٌ حراريٌ وتصحُّر. وتحوّلٌ بطيءٌ إلى الطاقةِ المتجددةِ والنظيفة.

اقتصاداتٌ ريعية. حمايةٌ اجتماعيةٌ قاصرة.

حروبٌ، نزاعاتٌ، وحالاتُ احتلال. لجوءٌ ونزوحْ.

66.5 مليون شخصٍ بحاجة إلى المساعداتِ الإنسانيةِ في الجمهورية العربية السورية، والسودان، والصومال، والعراق، ودولة فلسطين، ولبنان، وليبيا، واليمن. 

مؤسساتٌ متهالكة. دَينٌ عام وصل إلى مستوياتٍ تاريخية. إلى 1.4 تريليون دولار. في منطقةٍ تحتاج إلى 462 مليار دولارٍ إضافي للتعافي من الجائحة!

وكأنّ هذه التحدياتِ لا تكفي، جاءت الحربُ بين أوكرانيا وروسيا لتزيدَ الوضعَ سوءاً. لتعطّلَ سلاسلَ الإمدادِ لسلع حيويةٍ للبلدان العربية.

فأدّت إلى ارتفاعٍ كبيرٍ في أسعارِ المواد الغذائية بلغ 35 في المائة خلال أسابيع! إلى ارتفاعٍ صارخٍ في أسعارِ الطاقة.

إلى تضخّمٍ متصاعد، وتدهورٍ مستمرٍ في القدرةِ الشرائيةِ للسكان. وبطبيعةِ الحال ... إلى مزيدٍ من الفقر! 

 

الحضورُ الكريم،

الصورةُ مقلقةٌ بالفعل. لكنّ الآفاقْ يمكنُ أن تكونَ مشرقة!

بالتعليمِ الجيد. بخلقِ فرصِ العملِ اللائقِ للشباب. بالحمايةِ الاجتماعيةِ الشاملة. بالإصلاحاتِ الضريبية. بالإنفاقِ الذكي.

بالتمويلِ المستدام. بالتعافي الأخضر. بمؤسساتٍ حكوميةٍ فعّالةٍ وشفّافة تواكب الثورةَ الصناعيةَ الرابعة.

 بالتحولِ الرقمي. بالحوارِ الوطنيِ والإقليمي. والأهمُ من ذلك .. بالتعاونِ بينَ حكوماتِنا. بالتضامنِ بين دولِنا.  

 

نعم، حضرةَ السيداتِ والسادة،

الآفاقُ واعدة!

نحن على قناعةٍ أنه يمكنُنا تحقيقُ التعافي الشاملِ للجميع، وتعزيزُ منعتِنا. وفي ظلِّ قناعتِنا هذه، نعملُ في الإسكوا على وضعِ رؤيةٍ عربية تمهِّدُ لنهضةٍ شاملة.

نهضةٌ تعيدُ الأملَ بمستقبلٍ زاهر على مسار خطة عام 2030.

ختاماً،

لِيكُنْ لقاؤُنا اليومَ مفصلياً. لِيكنْ محطةً لتجديد التزامِنا بأهداف التنميةِ المستدامة. محطةٌ لتجديد الأملِ لنا، ولأطفالِنا، لنحقّقَ ازدهارَ البلدان ... وكرامةَ الانسان!

 

وشكراً.    

arrow-up icon
تقييم